قبل ٥٤ عاما وفي مثل هذا اليوم وقبل ان تندمل جرح سميلي وقبل ان تبدأ الحياة فيها ثانية، قام ذاك الجيش وصاحبة تلك الفكرة الشوفينية لحكام العراق البرابرة (آنذاك) في صبيحة السادس عشر من أيلول ١٩٦٩، بتجربة أسلحة جيشها اللاوطني ضد قرية صوريا النائمة في سباتها واهلها المسالمين الغارقين في نوم عميق يبشرهم بيوم جديد اجمل من سابقاته، من كل المحاور بقتل جميع ساكنيها وتدمير القرية عن بكرة ابيها.
تم قتل الاطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين وكل ماهو حي في القرية وتدمير البيوت القديمة الجميلة الموغلة في تاريخ المنطقة بطريقة بربرية لا مثيل لها في تاريخ العراق الذي بني على مبدأ الحقد والكراهية وعدم قبول الاخر بغير طائفته وقوميته . هكذا بقت الجثث تسبح في جداول الدم الزكي لاهل القرية الذين غدرهم الزمان وذبحهم الوطن ليتسلي حكامه الجبناء العملاء في ذلك اليوم الحزين لشعبنا.
ان ابادة اهلنا في صوريا عام ١٩٦٩ وفي سميلي قبلها ب (٣٦) عاما، ماهي الا سلسلة مذابح وابادات جماعية متواصلة ضد شعبنا الكلداني السرياني الاشوري لحد الان والوسيلة الوحيدة لمنع تكرارها هي التفاهم والتلاقي بين احزاب شعبنا القومية ونبذ الانفرادية التي اضعفت المنفردين وتغليب المصلحة القومية العليا على المصالح الحزبية والشخصية التي اكسبت البعض أموالًا طائلة ولكنهم خسروا كل المقومات الانسانية والاجتماعية واصبحوا اشباها تافهة امام الجميع ورجم الذين يحاولون تمزيق هذا الشعب الممزق اصلا من قبل الأعداء من الداخل ومن الخارج، من اجل اعلان الوحدة القومية الكفيلة بتحقيق حقوق شعبنا القومية على ارض الاجداد ليلتئم جروح صوريا وسميلي وتزهر الورود في حدائقها