بيت نهرين – عن آسي مينا
يتنقّل سيناريو الاعتداء على الكنائس بين مناطق لبنانية مختلفة. سيناريو كثيرًا ما يترافق مع مشهد ثابت: تحطيم تماثيل وتخريب داخل الكنيسة أو في المزارات، وفي بعض الحالات سرقة صناديق النذور. ومتى حصلت السرقة بطل العجب، أمّا إذا اقتصرت الحادثة على التخريب فتعود مسألة السلم الأهلي والعيش المشترك إلى الواجهة وتعلو الأصوات المندّدة.
بات سجلّ الاعتداءات الفردية على الكنائس والمزارات اللبنانية حافلًا. وقبل ساعات، فصل آخر أضيف إلى هذا السجلّ وهذه المرة من بلدة الجيّة (قضاء الشوف، محافظة جبل لبنان). فقد شهدت كنيسة مار جرجس عمليّة اعتداء تخلّلها تحطيم بعض التماثيل الصغيرة.
وأشارت معظم المعلومات الأوليّة إلى أنّ الهدف من التخريب هو سرقة صندوق النذور. فرضيّة تستحضر سؤالًا كثيرًا ما يردّده أبناء المناطق الشاهدة على الاعتداءات: لمَ تحطيم التماثيل طالما أنّ الهدف مادّي؟
وفي أعقاب وقوع الحادثة، نددت بلدية الجية في بيان بالاعتداء مؤكّدةً أنّ ما حصل عمل مستنكر من كل عائلات الجية الروحية، التي تحرص كل الحرص على الحفاظ على الوحدة والعيش الواحد والتنوّع.
وأعلنت أنّ رئيس البلدية بالتكليف وسام الحاج، تفقد ليلًا الكنيسة، مطّلعًا على تفاصيل الحادثة، وأجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع القوى الأمنية ورئيس دير مار شربل-الجية الأب شربل القزي والفاعليات المسيحية، داعيًا القوى الأمنية إلى الإسراع في كشف الفاعلين الذين يسعون إلى زعزعة الاستقرار في البلدة.
اعتداءات مماثلة
قبل شهرين تقريبًا، وتحديدًا منتصف يونيو/حزيران الفائت، تعرّضت كنيسة سيدة الميدان في بلدة عين الدلبة-جبيل إلى اعتداء مماثل. إذ حطّم مجهولون ليلًا تمثال السيدة العذراء، وتمثال البابا القديس يوحنا بولس الثاني، وتمثال القدّيس مار الياس الحي، كما حرصوا على تحطيم الكاميرات المنصوبة في المكان لإخفاء هوياتهم.
وفي جبيل نفسها، تعرّضت كنيسة أخرى (أمّ الفقير قرب الميناء الأثري) للتخريب مطلع العام الجاري.
وقبل أشهر أيضًا، سرقت مجموعة أشخاص جرس كنيسة مار أنطونيوس في قنّابة-برمانا (قضاء المتن، محافظة جبل لبنان).
وفي مارس/آذار الماضي تعرّضت كنيسة مار أنطونيوس البدواني في الهري (قضاء البترون، لبنان الشمالي) والتابعة لرعية شكا للسرقة بواسطة الخلع والكسر.
وسط هذا المشهد المتكرّر، يبقى سؤال يستدعي آخر: من يعتدي على الكنائس في لبنان؟ وما الهدف أو الرسالة من هذه الاعتداءات؟