أسبوع على زلزال المغرب... كيف تغيث الكنيسة المنكوبين

أيلول/سبتمبر 17, 2023

بيت نهرين – عن آسي مينا

بعد أسبوع على الزلزال المدمّر الذي ضرب أرض المغرب، لا تزال البلاد تلملم جراحها.

فقد أكّد رئيس أساقفة الرباط الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو أنّ «الشعب المغربي بحاجة إلى الدعم المادي والصلاة لأشهر أو سنوات». وكانت وزارة الداخلية المغربية قد أعلنت أنّ عدد الوفيات بلغ 2946 شخصًا، فيما وصل عدد المصابين إلى 5674 شخصًا كما نقلت قناة الأولى التابعة لحكومة البلاد.

تزايد الاحتياجات

في مقابلة مع منظمة كاريتاس الدولية لفت روميرو إلى الجانب الإيجابي المتعلق بتنظيم كلٍّ من السلطات الحكومية وهيئات المجتمع المدني عملهما الميداني. لكنّ الأمر السلبي يكمن في تزايد حصيلة القتلى والجرحى يومًا بعد يوم. وأوضح أنّ «أهم احتياجات المتضررين الحالية الكهرباء والملابس والأدوية والغذاء، كذلك هم بحاجة إلى قدوم الناس إليهم لمساندتهم كونهم متأثرين من الناحيتَين النفسية والروحية».

وكان روميرو قد توجه إلى مراكش، المدينة المنكوبة بالزلزال، للاحتفال بالقداس الإلهي والتضامن مع أسر الضحايا وتقديم العزاء. ونقل إلى المنكوبين رسالة تعزية موجّهة إليهم من البابا فرنسيس.

مدرسة كاثوليكيّة تفتح أبوابها

في حديث إلى «آسي مينا» كشفت مديرة مدرسة السعدية الكاثوليكية في مراكش الأخت الفرنسية جيرالدين بيريت جونيفيف، من راهبات قلب يسوع ومريم الأقدسين، عن عدم تضرر المدرسة بسبب الزلزال، لكنّ هلع القاطنين في الأبنية المجاورة، بخاصة أنّ بعضها مؤلّف من ستة أو سبعة طوابق، أجبرهم على النزول إلى الشارع. لذلك، «فتحت المدرسة أبوابها لاستقبالهم. ومن ضمنها الملاعب وغرف الإدارة فباتوا الليلة فيها. وعُمِل على توزيع بعض الطعام والمياه عليهم»، كما شرحت.

وتابعت جونيفيف: «في اليوم التالي عاد سكان الحي إلى منازلهم بعد تأكّدهم من سلامتها. فالبناء الحديث لتلك المنازل وبُعدها عن مراكش القديمة جنّباها السقوط أو التصدع. لكننا بدأنا عملًا من نوع آخر وهو تأمين المواد الغذائية بالتعاون مع كاريتاس والهلال الأحمر، لمساعدة أساتذة المدرسة وأهالي الطلاب. فكثيرون من ذويهم وأقاربهم قضوا نحبهم أو تدمّرت بيوتهم ولا سيما في الجبال». وأضافت: «سمعنا عن وقوع عدد من المصابين بين صفوف المسيحيين. بالإضافة إلى ذلك نقدم اليوم إلى الأولاد وأهاليهم دعمًا نفسيًّا من قبل المتخصصين في مدرستنا لمساعدتهم على تخطي الصدمة النفسية». 

 

ناجية مسيحيّة تستقبل المنكوبين

في السياق نفسه، تواصلت «آسي مينا» مع ناجية مسيحية من الزلزال تقيم في مراكش وتدعى سعاد، فضّلت عدم ذكر شهرتها حفاظًا على أمنها الشخصي بسبب تعرّض المسيحيين في البلاد للمضايقات. فتحت سعاد منزلها مستضيفةً أكثر من 30 شخصًا أصبحت بيوتهم غير صالحة للسكن. وأفادت عن سقوط ضحايا من المغاربة المسيحيين منهم فتاة تبلغ  من العمر 20 سنة، وطفل في التاسعة من عمره. وبيّنت أنّ الضوء غير مسلط عليهم لكونهم مسيحيين في السرّ. 

مساعدات إلى المناطق الوعرة

كما أشارت سعاد إلى جهود المسيحيين الأجانب المقيمين في البلاد في نقل المواد الغذائية إلى منطقة الجبال الوعرة والأكثر تضررًا. وذكرت دور المقيمين عندها في مساعدة هؤلاء الأجانب على تجميع المواد الغذائية وترتيبها وتغليفها. فالنساء المقيمات في منزلها يخبزنَ أقله 200 رغيف يوميًّا في مطبخها، فتضيفها إلى المساعدات الغذائية المُرسلة للمنكوبين.

يُذكر أنّ زلزال المغرب الذي وقع يوم الجمعة 9 سبتمبر/أيلول قرابة الساعة 11 ليلًا (بالتوقيت المحلي) هو الأعنف من نوعه في البلاد منذ عقود طويلة. وما زالت فرق الإنقاذ تواصل عمليات إجلاء العالقين تحت أنقاض المباني المتهاوية من بينها المناطق ذات التضاريس الصعبة والمعقدة، مستخدمةً الطائرات المروحية. كما أعلن بنك المغرب عن أرقام هاتفية يمكن من خلالها التبرع لصالح «الصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة على الزلزال» من داخل المغرب وخارجه.