البابا: السلام هو الوسيلة الوحيدة لتجاوز كل الأزمات

كانون1/ديسمبر 17, 2022

بيت نهرين – عن الفاتيكان نيوز

قال البابا فرنسيس: “وحده السلام الذي يولد من الحب الأخوي والمُتجرِّد يمكنه أن يساعدنا في التغلب على الأزمات الشخصية والاجتماعية والعالمية”.

ووفقا لإذاعة الفاتيكان، فتحت عنوان: “لا أحد يمكنه أن يخلص بمفرده. الانطلاق مجدّدًا من فيروس كورونا لكي نرسم معًا دروب سلام”، صدرت صباح اليوم الجمعة رسالة قداسة البابا فرنسيس لليوم العالمي السادس والخمسين للسلام، والتي كتب فيها: “أَمَّا الأَزمِنَةُ والأَوقات فلا حاجةَ بِكُم، أَيُّها الإِخوَة، أَن يُكتَبَ إِلَيكم فيها لأَنَّكم تعرِفونَ حَقَّ المعرِفَة أَنَّ يَومَ الرَّبِّ يَأتي كَالسَّارِقِ في اللَّيل”.

وأضاف البابا، “حتى لو بدت أحداث حياتنا مأساوية وشعرنا بأننا قد دُفعنا إلى النفق المظلم والصعب للظلم والألم، نحن مدعوون لكي نُبقي قلوبنا مفتوحة على الرجاء، واثقين بالله الذي يحضر بيننا ويرافقنا بحنان ويعضدنا في التعب ولاسيما يوجّه مسيرتنا”.

وتابع الأب الأقدس: “لقد دفعنا فيروس كورونا إلى قلب الليل وزعزع استقرار حياتنا العادية، قلب خططنا وعاداتنا رأسًا على عقب، أقضّ الهدوء الظاهر حتى في المجتمعات الأكثر امتيازًا، ولّد الارتباك والألم وتسبب بوفاة العديد من إخوتنا وأخواتنا”.

واسترسل: “وإذ دُفعنا في زوبعة التحديات المفاجئة وفي موقف لم يكن واضحًا تمامًا حتى من وجهة نظر علمية، تحرّك عالم الصحّة لكي يخفف آلام الكثيرين ويحاول أن يجد لها علاجًا؛ وكذلك السلطات السياسية، التي اضطرت إلى اتخاذ تدابير كبيرة من حيث تنظيم وإدارة حالة الطوارئ”.

وذكر فرنسيس، أنه “بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، تسبب الفيروس بضيق عام تركّز في قلوب العديد من الأشخاص والعائلات، مع تأثيرات طويلة المدى لا يمكن إهمالها، غذّتها فترات طويلة من العزلة وقيود مختلفة للحرية. كما لا يمكننا أن ننسى كيف أثر الوباء على بعض نقاط الضعف في النظام الاجتماعي والاقتصادي، وأدى إلى ظهور تناقضات وعدم مساواة”.

وأشار بيرغوليو إلى أن الوباء “هدد الأمن الوظيفي لكثيرين وزاد من حدة الشعور بالوحدة المتفشي بشكل متزايد في مجتمعاتنا، ولاسيما لدى الأشخاص الأشدَّ ضعفًا والفقراء. لنفكّر، على سبيل المثال، بملايين العمال غير الرسميين في أماكن عديدة من العالم، والذين تركوا بدون عمل أو أي دعم طوال فترة الحجر”.

وأوضح الحبر الأعظم أنه “نادرًا ما يتقدم الأفراد والمجتمع في المواقف التي تولد مثل هذا الشعور بالهزيمة والمرارة: فهو في الواقع، يضعف الجهود التي بُذلت من أجل السلام ويسبب صراعات اجتماعية وإحباطات وعنفًا بمختلف أنواعه. وبهذا المعنى، يبدو أن الوباء قد بلبل حتى أكثر المناطق سلامًا في عالمنا، وأظهر عدد لا يحصى من الهشاشة والضعف”.