اين نحن كلمتين تعبر عن وجودنا في بقعة معينة، من هذا الوطن الذي اضحينا لا نعلم مصير تواجدنا على اراضيه ونحن ابنائه الاصيلين، من بلاد سومر وبابل وآشور، ولكننا ضائعين مهمشين مهجرين نازحين مشردين في بقاع الارض، تقودنا صراعات من يمثلنا احزاب تتناحر على المناصب لتكون في المقدمة، وتكاتف فيما بينهما مبطن بالمصلحة العليا قبل مصلحة الشعب، وكل من يحاول أن يكون هو صاحب القرار مستغنياً عن جهود وتعب من كان له الفضل في اختياره وتنصيبه، انشغل الجميع بمصالحه الشخصيه وتفضيلها وتغليبها على المصلحة العامة التي تخدم ابناء شعبنا الذي بات لا يعرف الصالح من الطالح متذبذب في تفكيره بين البقاء على ارض الوطن أو مغادرته الى بلاد المهجر، ليعرف مكانه وشخصه واين هو في ذلك البلد الغريب.
مشاعري ومشاعر ابناء جلدتي تعبر بكلمة اني غريب في هذا الوطن والذي اقلق الجميع اكثر الاحداث الاخيرة لبطريركية الكلدان والصراع بين من يمثلهم في كنيسة او مجلس النواب، إلى من يلجأ المواطن المسيحي ومن ينصفه في حالة تهميشه أو تهجيره او الاستيلاء والتجاوزعلى ممتلكاته؟... من يمثله وبصدق واخلاص دون الالتفات الى مصالحه الشخصيه وتغليبها على مصلحة ابناء شعبنا، لينال ما سعى إليه والوصول إلى مبتغاه ومن ثم الاستغناء عن الناخبين له المغلوب على أمرهم، ليقضي باقي حياته وعائلته في مكان بعيداً عن الوطن بالأموال التي حصدها في السنوات التي قضاها تحت قبة البرلمان.
سؤال يطرح نفسه: خلال هذه السنوات بعض من اعتبروا انفسهم ممثلين عن شعبنا المسيحي، بغض النظر عن البعض من قدم خدمات سديدة واطلع على اوضاع شعبنا ومساعدته قدر الامكان، اين انجازاتكم لهذا المكون، انا من الناس عملت في هذا الوطن وبذلت كل حياتي لخدمته لم احصل حتى على قطعة ارض لأبني لي بيت يكون ملك لي، تهجرت من الموصل إلى قرية في سهل نينهوى ومنها الى أربيل، الشكر لحكومة الأقليم لفتح ابوابها لاستقبالنا، لكن لا زلنا لانعلم نحن من هذا الوطن ام لا مع احترامي لسيادتكم، لأني لا زلت في كل سنة اجدد اقامتي، رغم تواجدي في الاقليم منذ 12 سنة، كما احزنني كثيراً عندما وجه لي احد الاشخاص في أحدى مؤسسات الأقليم عندما اعترضت على تفضيل ودخول اشخاص ارقامهم بعد رقمي وقال لي (خلفله علينا سكناك عدنا) كانت كالصاعقة على قلبي، أما المحافظة التي تهجرت منها الموصل لنا فيها معاملات متوقفة لأسباب تافهه لا معنى لها لا مجال هنا لذكرها، وقلت مع نفسي اين انا من هذا الوطن، حاولت ان اعيش خارج الوطن ولم استطيع ورجعت لأخدمه بكل محبة وسلام في قلبي، تغربوا اولادي وابتعدوا في بقاع الارض بعيداً عن عيني حرمت منهم ومن احفادي غادروا لينعموا بالامان وينالوا الضمان، هذا ليس حالي فقط بل حال الكثيرين، وأن سألتهم سيخبروك نفس الكلام أين نحن من هذا الوطن.
كلام اخير اريد الأجابة عليه يا سادة يا كرام أين نحن من هذا الوطن واكررها في كل سطر وجملة، هل نغادر ونترك ما تبقى لنا به من ذكريات، أم نبقى ونصارع مع من يمثلنا ضد الطرف الآخر الذي يمثلنا افيدونا بكلام صريح واضح ولو لمرة واحدة أين نحن من هذا الوطن؟