أبناء الأقليات مصلحتهم الحقيقية هي معكم لأنكم تعبرون عن تطلعاتهم في بناء دولة عصرية ولكن ...
السيد مقتدى الصدر الموقر
السيدات والسادة في التيار الصدري الموقرين،
تحية احترام وبعد،
بعد انهيار النظام الديكتاتوري في العراق في 2003 استبشر العراقيين خيرا بيوم جديد بعيدا عن جو الرعب الذي كنا نعيشه في ظل النظام الديكتاتوري المقبور، ولكن صدمنا جميعا بمال آل اليه اوضاع العراق بسبب المحاصصة الطائفية والفساد المستشري في كل مرافق الدولة العراقية الى جانب ذلك سلسلة من عمليات قتل واختطاف لا زالت مستمرة على ايدي الميليشيات المسلحة الخارجة عن الدولة والقانون والذي راح ضحيتها أكثر من الف شهيد وأكثر من 25 الف جريح نتيجة لمطالبهم المشروعة في تظاهرات سلمية من اجل العيش الكريم ومحاسبة الفاسدين ومن اجل بناء دولة مدنية للجميع ...
انتم تعلمون جيدا ان خسارة الاقليات في الاوضاع السائدة اليوم هي الاكثر على الساحة العراقية، فبسبب عمليات التغيير الديموغرافي لمناطقهم والاستيلاء ممتلكاتهم وعدم مشاركتهم في الحياة السياسية والعامة والنظر لهم بدونية الى جانب عدم انصافهم في دستور العراق الاتحادي الذي كتبه المنتصرين جعل كل ذلك استحالة العيش لابناء الاقليات العزل في عراق يسوده قانون الغاب مما ادى الى استمرار نزيف الهجرة وتناقص اعدادهم في العراق..
إن ابناء الاقليات وخاصة من المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين من المستحيل ان ينسجموا مع الوضع القائم اليوم المبني على التناحر السياسي والمغلف بالمحاصصة الطائفية والتخندق المذهبي، كل هذه العوامل هي طاردة للمجموعات العرقية المسالمة بالرغم انهم من ابناء العراق الاصليين الذين بنوا حضارة بلاد مابين النهرين وصرح بابل وآشور...
ان الصراع الدائر اليوم بين من يريدون بحق اقامة دولة مؤسسات بعيدا عن التخندق الطائفي للارتقاء بشعبنا ان يعيش بكرامة، وبين من يريدون ان يستمر الوضع كما هو عليه من فساد وتخندق طائفي واضعاف العراق، عليه فأن ابناء الاقليات في الوطن قلبا وقالبا يتطلعون الى مستقبل زاهر في بناء دولة مدنية من خلال الوقوف معكم في المطالبة في اغلبية وطنية في ادارة البرلمان والدولة ، ان مطالبتكم بالاغلبية الوطنية تجسد مطالب الاقليات في انصافهم وخاصة ما تعرضوا له في السنوات الاخيرة من ضيم وحيف كبيرة ادى الى احتلال مناطقهم وتعرضوا الى الابادة الجماعية وجرائم ضد الانسانية وخاصة في مناطق تواجدهم في الموصل وسنجار وتلعفر وسهل نينوى، ان بقاء الاقليات في العراق راهن بمدى وجود دولة مؤسسات مدنية جامعة لابناء العراق بعيدا عن الهويات الفرعية هو ثراء للعراق علينا احترامه وحماية خصوصياتهم ولكن يبقى العمل والتكاتف من اجل بناء عراق للجميع ومن اجل بناء عراق فدرالي موحد...
لقد شاركت ومازالت تشارك بنات وابناء الاقليات ساحات التظاهرات قبل وبعد ثورة تشرين من اجل العيش الكريم ومحاربة الفساد وابعاد المجتمع من التخندقات الطائفية، لقد كانوا ومازالوا يعتقدون بل انهم متأكدين ان صوتكم الذي يطالب بالاغلبية الوطنية ومحاربة الفساد والفاسدين وتقديمهم للعدالة ومحاسبة المقصرين الذين سلموا ثلث العراق ارضا وشعبا للمجهول وللمجرمين القادمين من خلف الحدود هو الطريق الصحيح لبناء عراق سالم معافى ومحصن من تلك الكوارث مستقبلا..
الاخوة الاعزاء في التيار الصدري:
برغم انكم وصلتم الى نقطة اللاعودة تقريبا مع اللذين يريدون الاستمرار في المحاصصة الطائفية والاستمرار بالفساد والفاسدين الا ان خطابكم مازال هو خطاب للتيار الصدري وحده !!! بالرغم ان مطالبكم هي في جوهرها مطالب جميع العراقيين ولكن من الضروري مشاركة الجميع وهذا يتطلب ان يكون الخطاب بأسم الجميع وعليه ان تكون القرارات جماعية وان تشركوا الجميع في تلك المواقف ولا ان تكون مقتصرة بكم لوحدكم ....
ان مخاوف ابناء الاقليات في اتخاذا موقف واضح من الصراع الدائر والمحتدم اليوم سببه التجارب السابقة المخيبة للآمال في دعم التظاهرات الشعبية والانسحاب منها، ويحسب عليكم بأنكم ليس لكم نفس طويل في الثبات على مواقفكم وعدم مشاركة حلفاءكم واصدقائكم في اتخاذ القرارات، قد يكون مرجع ذلك احساسكم بقوة تياركم ( الله يزيد ويبارك بكم ) ولكن وانتم تعلمون جيدا بالرغم من تلك القوة في الشارع يبقى صوتكم لا يعبر عن موقف الشعب العراقي بل هو صوت التيار الصدري فقط بزعامة السيد مقتدى الصدر ولكن اذا قررتم ان يصبح صوتكم المليوني عراقيا، عليكم بقبول الاخرين المتواجدين في الساحة من التيار الديموقراطي والأقليات من المسيحيين( الكلدان السريان الاشوريين والارمن ) والصابئة المندائيين والايزيديين والكاكائيين والبهائيين وجميع المسميات الذي يشكلون المجتمع العراقي ...
ان ابناء الاقليات مصلحتهم الحقيقية هي معكم لانكم تعبرون عن تطلعاتهم في بناء دولة عصرية، دولة مواطنة للجميع وعليه نتطلع ان يشارك الجميع في رسم مستقبل المرحلة الحالية والقادمة من خلال احترام حقوق وخصوصيات الاقليات في ظل عراق ديمقراطي فدرالي موحد>
المجد والخلود لشهداء العراق في انتفاضته التشرينية المستمرة
الف تحية احترام لنضال شبيبة العراق والشفاء العاجل للجرحى
معا لبناء عراق ديمقراطي فدرالي موحد يجمع الجميع تحت خيمة العراق
17 آب 2022
مقالة سابقة
معا لدعم التيار الصدري...
التيار الصدري موقف عراقي وطني لابد من دعمه