بيت نهرين – عن آسي مينا
بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على زلزال 6 فبراير/شباط الماضي الذي ضرب جنوب تركيا، لا ينفك سكان أنطاكيا يتألّمون، ولا تزال كنائس إسكندرون تلملم جراحاتها.
وكانت إسكندرون قد تضرّرت جدًّا، وانهارت كاتدرائيّة سيّدة البشارة، مركز أبرشيّة اللاتين في الأناضول. ولم يبقَ من الكنيسة سوى برج الجرس والدار الأسقفيّة. ولا يزال الردم مبعثرًا حتى اللحظة في أرضها بين ما تبقّى من حيطانها في حين تبدو الكثير من طرقات المدينة غير صالحة للمرور.
لكن الأمور بدأت تعود رويدًا رويدًا إلى طبيعتها إذ يُحتفل بالذبيحة الإلهيّة في صالة دار المطرانيّة اللاتينيّة التي نجت من الكارثة. وتوزّع كاريتاس-الأناضول المتمركزة في دار الأبرشيّة حوالى 400 وجبة أسبوعيًّا إلى ضحايا يعيش الكثير منهم في خيم على مقربة من مراكز سكنهم القديمة.
وما برحت غالبيّة الكنائس مقفلة بعد تعرّضها لخرابٍ كبير. فوحدها كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك صمدت في وجه الهزّة المدمّرة بينما لم يتبقَّ، على سبيل المثال، من كنيسة السريان الكاثوليك سوى الواجهة الخارجيّة لها.
في السياق عينه، منذ الكارثة، أُقْفِلَت أبواب الكنيسة اللاتينيّة في مدينة أنطاكيا التي فقدت 22970 شخصًا من سكانها. وعلى الرغم من أن المبنى لم يتعرّض لأضرار كبيرة، فهو ليس آمنًا للعودة إليه. ومن غير المعلوم ما ستكون عليه حال الكنيسة في المستقبل.
ويخطّط مطران الأناضول اللاتيني باولو بيزيتي لإنشاء مركز رعوي في أنطاكيا إذ لا تملك الجماعة المحلّية في الوقت الحالي أيّ مكان للاجتماع والاحتفال بالذبيحة الإلهيّة، ولا سيّما أن السكان عبّروا عن تخوّفهم من أن يكون الزلزال نهاية التعايش مع المسلمين.
يُذكر أن وزارة الداخليّة التركيّة قد أعلنت سقوط 50399 ضحيّة إثر الكارثة في حين اعتبرت تقارير صحافيّة أن حوالى 6000 شخص قد لقوا حتفهم في سوريا.