الفاتيكان: الحرب شتتت المسيحيين في سوريا وأضعفت روابطهم بالكنيسة

بيت نهرين – عن المسبار

الخلاصة: 

- فقدت المجتمعات المسيحية في سوريا العديد من الأصول المهمة بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية، بما في ذلك عائلاتهم وارتباطهم بالكنيسة.

- أضعفت الحرب الروابط العائلية وأدت إلى انخفاض عدد الطلاب الإكليريكيين.

- غادر العديد من المسيحيين سوريا بحثا عن الأمان، مما أدى إلى انخفاض عدد السكان المسيحيين.

- تواجه المجتمعات المسيحية في سوريا العديد من التحديات، بما في ذلك الحرب والأزمة الاقتصادية.

- يدعو الكاردينال بارولين المجتمع الدولي إلى دعم المجتمعات المسيحية في سوريا حتى يتمكنوا من العيش بسلام وأمان.

قال المطران سمير نصار إن المسيحيين السوريين فقدوا اثنين من الأصول المهمة، وهي عائلاتهم وارتباطهم بالكنيسة، بسبب الحرب والأزمة الاقتصادية.

ويشير المطران نصار إلى أن الكنيسة في سوريا "كانت تعتمد في الماضي على عائلة متحدة ومتماسكة وعلى وفرة الدعوات ومع ذلك فقد أضعفت الحرب الروابط العائلية وأدت إلى انخفاض عدد الطلاب الإكليريكيين"، أي الذين يدرسون اللاهوت المسيحي.

مسيحيو سوريا.. هرب من الأزمة الاقتصادية ومن التجنيد

وأضاف لـ موقع الفاتيكان نيوز "من النادر في الوقت الحاضر العثور على عائلة كاملة. 12عاما من الحرب غيرت مكان الأسرة: الأب إما منفي أو مهاجر. الأم مريضة أو مكتئبة الأطفال في الخارج، كل واحد في بلد مختلف حتى الأجداد الذين تم تكريمهم في المنزل أصبحوا الآن معزولين ويموتون في صمت".

وأوضح أنه من 120 طالبا عام 2019، لم يتبق اليوم سوى 37 طالبا جامعيا في مدرسة التكوين، وتابع "الهروب الهائل من الخدمة العسكرية الإلزامية ينعكس في قضية الشباب؛ وهي حالة تقلل من حالات الزواج والمواليد".

ويختتم المطران الماروني بالقول "لذلك الضعف الديمغرافي والبيوت الفارغة، والكنائس المتعطشة لمؤمنيها والعائلة ركن قوي من أركان الإيمان، هو رصيد مهزوز".

من جهته، أكد الكاردينال بارولين خلال عظته في روما أن المسيحيين في سوريا، كما في فلسطين ولبنان وإسرائيل والعراق ودول أخرى، "مواطنون يجب ضمان جميع الحريات لهم".

وقال "إن المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط هي جزء من تلك الشعوب في حد ذاتها، وقد أسهمت دائما في تنميتها الثقافية والاقتصادية والسياسية بتفانٍ وكفاءة".

المسيحيون في حلب

وكشفت إحصائية نشرتها صحيفة Kirche bunt التي تصدرها كنيسة "القديس بولتن" في النمسا، أنه"ما يزال نحو 20 ألف مسيحي يعيشون في مدينة حلب شمالي سوريا، التي كان يعيش فيها قرابة 250 ألف مسيحي قبل الحرب السورية. 

ووصل الاقتصاد السوري إلى أدنى مستوياته منذ 11 عاما، مع تصاعد التضخم وهبوط العملة ونقص حاد في الوقود في مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة المعارضة.

وتقول وكالة "أسوشيتد برس" إن الحياة في دمشق وصلت إلى طريق مسدود. الشوارع خالية تقريبا من السيارات، وتتلقى المنازل بضع ساعات يوميا من الكهرباء في أحسن الأحوال، وارتفعت كلفة الطعام والضروريات الأخرى بشكل كبير، ما دفع السوريين للبحث على طرق للهجرة، إضافة إلى حملات التجنيد الإجباري، حيث تعتقل حواجز النظام المنتشرة في دمشق وباقي مناطق سيطرته، المطلوبين للخدمة الاحتياطية خلال عمليات التفتيش.