البابا فرنسيس: دعوة الأديان تقديم التناغم إلى العالم

أيلول/سبتمبر 04, 2023

بيت نهرين – عن آسي مينا

أعلن البابا فرنسيس صباح اليوم أنّ دعوة الأديان هي تقديم التناغم إلى هذا العالم. فالتقدّم التقني لا يستطيع تأمين ذلك، إذ إنّ تركيز هذا التقدّم على البُعد الأفقي الأرضي يجعل الإنسان ينسى السماء المصنوع من أجلها، على حدّ تعبيره.

جاء كلام الأب الأقدس في لقاء مسكوني وبين الأديان في «مسرح هون» بالعاصمة المنغولية أولان باتور. وتوجّه البابا إلى الحاضرين معتبرًا إياهم إخوة في البحث الديني المشترك والانتماء إلى الإنسانية عينها. وشبّه البشرية بشوقها الديني إلى جماعة مسافرين تسير على الأرض بينما ترنو إلى السماء.

ورأى أنّ امتداد السماء الزرقاء الصافية فوق الأراضي المنغولية يعبّر عن بُعدَي الحياة البشرية الأساسيَّيْن وهما: البُعد الأرضي المؤلّف من العلاقات مع الآخرين، والبُعد السماوي المكوّن من البحث عن الله. 

وأعلن الحبر الأعظم أنّ التقاليد الدينية، بأصالتها وتنوّعها، تشكّل إمكانية رائعة للخير وخدمة المجتمع. وسلّط الضوء على مبدأ التناغم معتبرًا إياه علاقة خاصّة بين مختلف أشكال الواقع. 

وشدّد فرنسيس على أنّ كلّ حياة بشرية وكلّ ديانة مدعوّة إلى قياس ذاتها بناءً على إعطاء الآخر أوليّةً على حساب الذات، والتعاون معه. وأردف أنّ تحقيق ذلك يساهم في خلق تناغم ينبع منه التفاهم والازدهار والجمال. فالتناغم هو المرادف الأكثر ملاءمةً للجمال، على حدّ قوله، في حين أنّ الانغلاق والأحادية والأصولية تُفسد الأخوة وتغذّي التوترات وتساوم على السلام، وفقًا لتعبيره. 

ولفت إلى أنّ منغوليا هي في قلب آسيا وتختزن إرث حكمة كبيرًا نشرته الأديان في تلك البلاد. وخلص إلى أنّ واجب كلّ مؤسسة دينية معترف بها من السلطة المدنية وحقّها، في مجتمع متعدد يؤمن بالمبادئ الديمقراطية مثل منغوليا، أن تقدّم ما تؤمن به باحترام لضمير الآخر وبخدمة خير الجميع العام. وأكّد أن هذا ما تسعى إليه الكنيسة الكاثوليكية، مشدّدًا على أنّ الحوار لا يتناقض مع البشارة ولا يسطّح الاختلافات بل يساعد على فهمها في أصالتها. 

وفي ختام كلمته، دعا الحبر الأعظم إلى إظهار التشديد على أنّ الجهود المشتركة للحوار وبناء عالم أفضل ليست عبثية. 

يُذكر أنّ ممثلين عن كنائس وأديان عدة شاركوا في اللقاء أبرزهم من: الكنائس الإنجيلية، والأرثوذكسية، والسبتية، والأديان البوذية، والشامانية، والإسلام، والهندوسية، واليهودية، والبهائية، وغيرها. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ بعد ثلاثة عقود على سقوط الاتحاد السوفياتي، لا يزال 40 في المئة من الشعب المنغولي ملحدًا، في حين أنّ 90 في المئة من معتنقي الديانات المختلفة هم بوذيون.