هجمات 11 أيلول... قصّة اكتشاف آثار مارونيّة تحت الركام

أيلول/سبتمبر 12, 2023

بيت نهرين – عن آسي مينا

للكنيسة المارونية في مدينة نيويورك الأميركية تراث عريق يمتد إلى أكثر من 140 عامًا. من شواهده ما عُثِرَ عليه بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 قرب موقع برجَي التجارة العالميَّيْن.

في القرن التاسع عشر وصلت طلائع المهاجرين من بلاد الشام إلى نيويورك وتحديدًا إلى شارع واشنطن في حي مانهاتن. وأسّسوا فيها بدءًا من العام 1880 أول جماعة ناطقة باللغة العربية في الولايات المتحدة دعيت «سوريا الصغرى» أو «الحي السوري». كان جلّهم من المسيحيين الموارنة والروم الكاثوليك والأرثوذكس. ورافقتهم أقلية من البروتستانت والدروز والمسلمين.

نشأت الجماعات الكنسية

في البداية، لم تكن هناك كنائس للطوائف المسيحية الشرقية. فصلّى الكاثوليك في كنيسة القديس بطرس اللاتينية بشارع باركلي خارج الحي السوري. كما استأجر الموارنة قاعة في شارع واشنطن 127. ووصل أول كاهن من الروم الكاثوليك ويدعى خليل بشوات عام 1889 إلى المنطقة وترأس القداس الإلهي الأول عشية عيد الميلاد من ذلك العام. وفي السنة التالية، بدأ توافد الكهنة الموارنة.

بعد ذلك، جهّز الموارنة كنيسة صغيرة لهم في الطابق الثاني من البناء رقم 81 في شارع واشنطن وسُمّيت على اسم القديس يوسف ثم انتقلت إلى البناء رقم 57. كما أقامت بقية الطوائف كنائس لهم في الشارع نفسه، ككنيسة القديس جورج للروم الكاثوليك، والقديس نيقولاوس للروم الأرثوذكس. وبقيت تلك الكنائس تستقبل مؤمنيها حتى العام 1940 عندما أمرت الحكومة سكان الحي بإخلائه لبناء نفق بروكلين-باتيري، فانتهى وجود «الحي السوري» كلّيًّا.

في إثر ذلك، انتقلت الكنيسة المارونية إلى موقع جديد في المدينة هو شارع سيدار 157. وجرى التخلّي عنها لصالح الكنيسة اللاتينية عام 1969، إلى أن هُدمت عام 1983 لاستخدام موقعها ساحةً لركن سيارات مركز التجارة العالمي.

حجر ماروني تحت الركام

في العام 2002، وفي خلال عمليات رفع ركام برجَي التجارة العالميَّين بعد الهجمات، عُثِرَ على حجر الزاوية الأصلي لكنيسة القديس يوسف، لتكون هذه القطعة الأثرية خير شاهد على التاريخ المسيحي المشرقي في العالم الجديد. 

وهذه القطعة محفوظة اليوم ومعروضة في أحد أروقة كاتدرائية سيدة لبنان في حي بروكلين. وهي كنيسة مارونية لا تقل عراقةً عن أخواتها، بنيت في بدايات القرن العشرين لخدمة الموارنة القادمين من حلب، قبل أن يأتي إليها موارنة حي مانهاتن، وأصل معظمهم من جبل لبنان.