رووداو/
تتعرض أكبر مقبرة للمسيحين في العراق والمنطقة، والتي تدعى "أم خشم" في مدينة النجف، الى النبش والسرقة المستمرين، بسبب احتواء المقبرة على مقتنيات ثمينة، يعلم بها أهالي المنطقة.
مقبرة "أم خشم" هي من المقابر المسيحية الكبرى الموجودة في منقطة الحيرة في جنوب محافظة النجف، ضمن مملكة الحيرة قديماً، تبلغ مساحتها 1415 دونماً، ويتجاوز عمرها الزمني 1800 سنة، وفقاً لمنسق عام اللجنة الشعبية لحماية الآثار والتراث في العراق، عقيل غالب الفتلاوي، الذي صرح لشبكة رووداو الاعلامية.
وأوضح عقيل غالب الفتلاوي أن "هذه المقبرة تعد من أكبر المقابر المسيحية في العراق والمنطقة، والتي كانت مركزاً لتجمع المسيحيين في زمن مملكة الحيرة"، منوهاً الى أن "هذه المقبرة تعرضت للنبش والسرقة ومازالت العملية مستمرة لأن المقبرة غير مسيجة".
وأشار عقيل غالب الفتلاوي الى أن "عدد القبور فيها كبير جداً، ولا نستطيع عدها، لأن القبور غير شاخصة وهي تحت الأرض"، لافتاً الى أن "عملية النبش والسرقة بدأت بعد عام 2003، وأهالي المنطقة يعرفون أن كنوزاً توجد تحت الأرض".
"سابقاً كانت تدفن بعض الاشياء الخاصة بالمتوفي وحاجياته الشخصية مثل عقود وحلي ثمينة، كما أن هنالك سبعة أنواع للدفن، منها في توابيت مزخرفة وملونة ومزججة وحجرية، هنالك أيضاً توجد بقايا فخار في القبور"، بحسب منسق عام اللجنة الشعبية لحماية الآثار والتراث في العراق، الذي عدّ هذه الأمور "مشجعة لسرقتها".
يشار الى أن مقبرة "أم خشم"، لها امتداد واسع من محافظة النجف إلى منقطة المناذرة وصولاً إلى منطقة الحصية، على طريق النجف – غماس.
بحسب مراقبين فإن ثلث هذه المنطقة استوطنها مهجرون من الاهوار من جنوبي العراق، وهناك مربو الجواميس والبدو، لذلك تأثرت هذه المنطقة وازيلت وتعرضت للسرقة.
المعروف عن النجف أنها تضم أكبر مقبرة في العالم، وهي مجاورة لضريح الامام علي بن أبي طالب (ع) لكن وفقاً للمؤرخ رضا محمود فإن عمر مقبرة النجف تجاوز الألفي عام، وليس ألف عام كما يعتقد البعض، كون التنقيب الأثري للبعثة الألمانية في جزئها القديم أثبت منذ العام 1932 أنها كانت مقبرة للمسيحيين قبل أن تتحول إلى مقبرة إسلامية، وهي حتى أنها أقدم من مقبرة الفاتيكان بروما".
الجزء الذي ضم القبور المسيحية يسمى بمنطقة "عين الشايع" عند منخفض بحر النجف ومنطقة "أم خشم" وهي تمتد إلى المناذرة، وحتى تصل الحصية، على امتداد طريق نجف – غماس، حسب المؤرخ المذكور.
تم العثور في وقت سابق على الكثير من الفخاريات التي رسم عليها الصليب في القبور، وكذلك العديد من الكتابات اليهودية على قسم آخر من القبور.
ويعتبر وادي السلام مكاناً للدفن مقدساً لدى الديانات التوحيدية التي سبقت الإسلام.
المقبرة ليست خاصة بموتى الطائفة الشيعية فقط كما يعتقد، بل هي تستقبل موتى المسلمين جميعاً، وكل الأديان الأخرى، ولكن الشيعة يفضلون دفن موتاهم فيها لوجود ضريح الإمام علي بن أبي طالب القريب من المقبرة.