مركز اللقاء يعقد مؤتمرًا دوليًا في بيت لحم حول واقع الكنيسة والمسيحيين في الشرق

كانون1/ديسمبر 04, 2022

بيت نهرين – عن أبونا

عقد "مركز اللقاء للدراسات الدينية والتراثية في الارض المقدسة"، مؤتمره السنوي الدولي بعنوان "واقع الكنيسة والمسيحيين في الشرق"، في قصر المؤتمرات في مدينة بيت لحم، يومي الجمعة والسبت 25-26/11/2022، بحضور مجموعة من أصدقاء المركز من الناصرة وشفاعمرو ومشاركة أصدقاء المركز في أوروبا وأمريكا عبر الزوم، حيث جرت أبحاث المؤتمر باللغتين العربية والانجليزية.

افتتح المؤتمر بكلمة ترحيبية من الدكتور يوسف زكنون، مدير مركز اللقاء فأشار إلى ما يبحثه المؤتمر من تحديات تواجه الكنيسة المشرقية، قائلا "نحن بحاجة إلى تجديد مسيحيتنا والخروج من الفئوية الطائفية." تلاه المهندس جورج بسوس، مدير قصر المؤتمرات ومدينة الثقافات والحضارات مؤكدا أننا في أمسّ الحاجة في الشرق لمضامين وأبحاث مثل هذا المؤتمر". وقال المطران عطالله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في تحيته للمؤتمر "رسالتنا اليوم لكل المسيحيين في هذا المشرق، ابقوا في أوطانكم واشهدوا ليسوع المسيح، للايمان المسيحي. اذا ما أفرغ المشرق من الحضور المسيحي لن يكون له طعم ولون، المسيحية تعطي البهاء للأرض المقدسة".

الضمير والمسؤولية في الكنيسة

واشتمل المؤتمر على عدة جلسات تخللها محاضرات ومداخلات قيمة، ابتدأت مع المطران رفيق نهرا، النائب البطريركي اللاتيني العام في الجليل الذي قدم محاضرة بعنوان " الضمير والمسؤولية في الكنيسة". وقال المطران نهرا في محاضرته: " نحن المسيحيون في الشرق، مسؤوليتنا ان نعيش الانجيل في هذه الظروف. ان نعمل وفق قرارات صحيحة بروح الانجيل الذي لم يتغير، لكن طريقة الانجيل قد تتخذ أشكالا مختلفة وفق الزمان والمكان".

وتلاه د. توماس والش، رئيس منظمة الاتحاد العالمي للسلام في نيو يورك بمحاضرة بعنوان "موقف الكنيسة من حقوق الانسان". وقدم الأستاذ زياد الصائغ، المدير التنفيذي لملتقى التأثير المدني من بيروت مداخلة بعنوان "وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الشخصية المسيحية".

ابتدأ اليوم التالي بمداخلة لبطريرك القدس للاتين، بيير باتيستا بيتسابالا، تحدث فيها عما يسود المشرق العربي من صراعات سياسية وغيرها وتأثيرها على الوجود المسيحي، وتطرق إلى المدارس المسيحية ودورها وضرورة جعلها مسيحية فعلا.

العائلة والمرأة المسيحية أمام تحديات جديدة

في الجلسة الأولى قدم المونسينيور رينزو بيغورارو، مستشار الأكاديمية البابوية للحياة في روما محاضرة بعنوان "التحديات الأخلاقية والتطور العلمي الذي يواجه العائلة المسيحية".

وقدمت الدكتورة مها كركبي – صباح، رئيس المركز متعدد التخصصات لدراسة الأسرة والمحاضرة في جامعة بئر السبع محاضرة بعنوان "التحولات الديموغرافية وأثرها على العائلة الفلسطينية." تطرقت فيها إلى التحولات التي طرأت على العائلة الفلسطينية داخل إسرائيل، على صعيد المستوى التعليمي وارتفاع سن الزواج وتراجع الولادة الطبيعية، وتقاسم المهام داخل العائلة لدى مختلف الطوائف.

وبعدها قدمت الدكتورة فيرا بابون، رئيسة بلدية بيت لحم الأسبق، عضو في الاتحاد العام للمرأة وعضو المجلس الوطني الفلسطيني محاضرة بعنوان "المرأة في الكنيسة: تحديات وآفاق مستقبلية". قالت فيها ومن وحي تجربتها في الحياة بأن "أهم ما صقل قدراتي القيادية هو التعليم المسيحي"، وأضافت بأن "الكنيسة امرأة، لكن ما زال الكثيرون يقرأون الكتاب المقدس بعيون ذكورية". وأكدت على "مسيحية المواطنة وليس المواطنة المسيحية".

ما هي الرؤية المستقبلية للكنيسة المحلية؟

وفي الجلسة الثانية تحدث المطران يوسف متى، رئيس أساقفة عكا، حيفا، الناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك عن "رسالة الكنيسة في الجليل- رؤية مستقبلية" مستعرضا تاريخ الأبرشية وخدماتها المتعددة من تربوية وصحية واجتماعية، وطرح في نهاية محاضرته السؤال: "ماذا بعد؟ كيف نقف معا من أجل حضور مسيحي فاعل ومؤثر؟"

وقدم المطران منيب يونان، الأسقف الفلسطيني الفخري للكنيسة الانجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي الفلسطينية، قراءة حول "رسالة الكنيسة في فلسطين- رؤية مستقبلية"، بسط فيها رؤيته لخدمة الكنيسة في المجتمع وانتهى الى القول "رسالة الكنيسة نبوية وهي ضمير المجتمع. كل المبادرات ترفع شهادة مسيحية، مسكونية، نبوية. كيف نوحد تلك الجهود؟ وحدة دون مركزية. اذا لم نعمل معا ذلك يؤدي الى ضعفنا، كيف نشهد معا؟" 

واشتملت الجلسة الثالثة على محاضرتين الأولى للدكتور قسطندي شوملي، أستاذ الأدب الفلسطيني والصحافة في جامعة بيت لحم بعنوان "المسيحيون في الشرق: الواقع والتحديات"، والثانية للدكتور برنارد سابيلا، رئيس دائرة خدمة اللاجئين الفلسطينيين في مجلس كنائس الشرق الأوسط بعنوان "علاقة النظام السياسي بالمسيحيين في الشرق"، أدار الجلسة الدكتور وليد الشوملي.

ظواهر التشرذم المسيحي المناقضة للهوية والانتماء

وشارك في الجلسة الرابعة الكاتب والصحفي زياد شليوط، حيث قدم محاضرة بعنوان "الهوية والانتماء – ظواهر التشرذم المسيحي"، توقف فيها عند ظواهر الشرذمة المسيحية المتمثلة في الانقسامات والذاتية وتفكك الأسرة والمؤثرات الداخلية والخارجية، وقدم نتائج استفتاء أولي قام به بين عدد من العلمانيين، أثارت نتائجها اهتماما لدى الحاضرين. وتلاه الدكتور شارلي حداد، مدير عام المدارس اللوثرية الانجيلية في فلسطين بمحاضرة بعنوان "دور المؤسسة التربوية التعليمية" تحدث فيها عن خبرة المدارس في جعل منهاج لحوار الأديان والعيش المشترك واكساب الطلاب تلك القيم. هذا وقد أدارت الجلسة الآنسة ابتسام المعلم من الناصرة.

وفي الجلسة الختامية تم قراءة البيان الختامي وتوصيات المؤتمر من قبل السيدة هنادي سوداح – يونان والكاتب زياد شليوط اللذين قاما بصياغتهما، واختتم المؤتمر بصلاة قصيرة قدمها المطران منيب يونان. هذا وشارك في أجزاء من المؤتمر المطران بولس ماركوتسو والمطران وليم الشوملي، من البطريركية اللاتينية في القدس.