بيت نهرين - خاص
بمناسبة الذكرى السابعة والأربعون لتأسيس حزبنا حزب بيت نهرين الديمقراطي، أصدر المكتب السياسي للحزب بيان بالمناسبة فيما يلي نصه:
بيـــــــــــــان
جاء ميلاد حزبنا حزب بيت نهرين الديمقراطي، في الأول من تشرين الثاني عام 1976، إيذاناً بميلاد صحوة سياسية وحقبة جديدة في تاريخ شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المعاصر. حيث نجحت قيادته المؤمنة بشرعية قضيتنا القومية داخل وطن الاجداد، في ترسيخ آليات التخطيط الاستراتيجي للحزب في سبيل العمل مع باقي القوى الوطنية العراقية الساعية لبناء دولة المواطنة والمؤسسات من أجل تحقيق الأهداف القومية والوطنية العادلة لجميع مكونات الشعب العراقي. في وقت كانت الانظمة السياسية العراقية تتصارع في محاولاتها العنصرية بهدف صهر هويتنا القومية في بوتقة القومية العربية المتسلطة وبالتالي تشويه تاريخ شعبنا وسلب ارادته الحرة في ممارسة حقه في المطالبة بحقوقه المشروعة، ومن منطلق ذلك العزم اعلنت قيادة الحزب في بيانها الاول عن تأسيس حزب بيت نهرين الديمقراطي كأول حزب سياسي قومي، إيذاناً بانطلاق مرحلة جديدة من الكفاح القومي المسلح للمرة الاولى في تاريخ شعبنا المعاصر فجر عقد الثمانينات من القرن المنصرم. ذلك جنبا إلى جنب بقيّة الفصائل العراقية والكوردستانية المعارضة للنظام ومدافعا عن حقوقنا المشروعة ورافضا لممارسات النظام ضد شعبنا العريق والأصيل.
إننا في حزب بيت نهرين الديمقراطي نفتخر بالتيارالصحوي الذي أعلن الحزب عن أنطلاقه للمرة الاولى في تاريخ شعبنا المعاصر قبل 47 عام. مثلما نفتخر بنضال حزبنا وتضحياته خلال انتفاضة اذار عام 1991 والمشاركة الفعلية لقيادة حزبنا في التجربة الديمقراطية الأولى في اقليم كردستان-العراق، بهدف تعزيز روح التآخي والمصير المشترك مع بقية الشعوب العراقية. ومشاركتها في معظم مؤتمرات المعارضة العراقية داخل وخارج الوطن ولحين أسقاط النظام الدكتاتوري في بغداد نيسان عام 2003. هذا وشارك الحزب أيضا في جميع الاستعدادات التي جرت في سهل نينوى بهدف خوض معارك تحرير السهل من قبضة تنظيم داعش الارهابي، بمشاركة قوات سهل نينوى (NPF) المتمركزة في كل من تللسقف وباطنايا، بهدف دحر مرتزقة تنظيم داعش الارهابي في سهل نينوى جنبا الى جنب قوات البيشمركة والتحالف الدولي. ومازالت تمارس هذه القوات وبجدارة مهامها مع القوات الاخرى في الاقليم.
يا أبناء شعبنا العظيم
حري بنا أن نستذكر أبناء شعبنا الابي في هذا اليوم التاريخي، أنه تحقق العديد من اهداف ومكتسبات شعبنا الذي ناضل الحزب من أجلها. ولكن وفي نفس الوقت يؤسفنا القول، أنه خابت أمال شعبنا بعد تسّلط الكتل السياسية المهيمنة على سدة الحكم في العراق الجديد وتشكيل حكومات مبنية على المحاصصة الطائفية وانتشار الفوضى والفساد في مفاصل المؤسسات الرسمية للدولة. الامر الذي ادى الى عدم استتباب الأمن وغياب سلطة القانون، بعد تغلغل هذه الممارسات غير القانونية في المجتمع وتحديدا ضد المكونات القومية والدينية من قبل الميليشيات والعصابات الخارجة عن القانون. والهدف من ذلك كان ولايزال، الاستيلاء على أملاك وعقارات أبناء شعبنا وتهديدهم بالقتل أوالهجرة وترك وطن الاباء والاجداد. كل هذه الممارسات اللاوطنيّة باتت مستمرة بحق أبناء شعبنا امام انظارجميع الحكومات العراقية. بحيث باتت تداعيات هذا النهج العدائي المشين تنخر في جسد هذا الشعب الابي وتؤثر سلبا على كثافته السكانية.
أما ما يخص الجانب القومي، فإن شعبنا يمر اليوم بأصعب مراحل مسيرته النضالية، نتيجة للتحديات والمصاعب التي تحاك ضده علنا، واخرها فاجعة عرس الدم في بغديدا. الكارثة الوحشيّة التي راح ضحيتها المئات من الشهداء والمصابين والمفقودين من ابناء شعبنا الابرياء. الفاجعة التي يعشعش في زواياها المزيد من القتل والبطش والترهيب خصوصا بعد الإعلان عن نتائج التحقيقات الحكومية التي لم تلبي مطالب شعبنا في بغديدا، كذلك لم تمسّ جلّ التجاوزات والممارسات البشعة التي تمارسها مجموعات مسلحة منفلتة وخارجة عن القانون ضد أبناء شعبنا في سهل نينوى، لذا نطالب السلطات المعنية الاسراع في معالجة هذا الوضع الامني المتشنج والمرشح للتفاقم في ظلّ الأوضاع السياسية المعقدة، وإبعاد جميع الفصائل المسلحة عن مناطق شعبنا، وعدم تحويل المنطقة الى ساحة للصراعات الاقليمية والتصفيات السياسية والطائفية، ذلك من خلال اجراء تحقيق شامل وشفاف وتقديم المقصرين والمتسببين بالفاجعة الى العدالة، كونها انتهاك صريح لأرواح البشر وانتهاكا للمبادئ الصريحة التي نص عليها الدستور العراقي في ضمان الحقوق الانسانية، لذلك
وانطلاقا من هذه المعطيات والواقع المؤلم الذي يعيشه شعبنا نناشد الاحزاب والمؤسسات القومية والروحية لشعبنا، الى المزيد من التكاتف ورص الصفوف والتخندق في خندق واحد في سبيل إفشال جميع الخطط والمؤامرات التى تحاك ضد وجودنا وهوية شعبنا وهو على ثرى الاباء والاجداد.
وفي الختام نتوجه بالتحية الى الرعيل المؤسس للحزب، والى كافة اعضاء وجماهير ومؤيدي الحزب داخل الوطن وفي بلدان الاغتراب. ونعاهد شعبنا بأننا ماضون على مبادئ ونهج حزبنا الصامد، مثلما نعاهد شهداء حزبنا وشعبنا الابي، أننا نناضل من اجل وحدة شعبنا القومية بمختلف تسمياته ومذاهبه مهما حاول البعض في تفتيت وحدتنا القومية وتمزيقها، ونسعى جاهدين لتحقيق العدالة والديمقراطية والمساواة بين جميع المواطنين في سبيل بناء دولة وطنيّة مدنية تضمن حقوق الجميع.
كما ونعلن بإلغاء جميع مراسيم الأحتفال بهذه المناسبة القومية والوطنية، تضامناً مع مأساة فاجعة بغديدا ونكتفي بإصدار بيان بالمناسبة.
تحية لشعبنا الذي يجسّد بوحدته صورة لإنتصار قضيتنا القومية المشروعة والعادلة...
المجد والخلود لشهداء حزبنا وشعبنا الابرار...
حزب بيت نهرين الديمقراطــــــــــــــــي
المكتب السياسي
أربيل 1/11/2023 - 6773 أ