بيان حزب بيت نهرين الديمقراطي لمناسبة الذكرى الواحدة والتسعون لمذبحة سميل (يوم الشهيد الاشوري)

بيان بمناسبة السابع من اب، يوم الشهيد الاشوري

في السابع من اب من كل عام يستذكر شعبنا الكلداني السرياني الاشوري، ذكرى اليمة الا وهي ذكرى مذبحة سميل التي اقترفها الجيش العراقي صبيحة يوم السابع من اب 1933 على مسمع ومرأى الانتداب البريطاني ضد شعبنا المظلوم في بلدة سميل الواقعة ضمن لواء الموصل انذاك، والتي راح ضحيتها ما يقارب (5000) شخص من الابرياء وتدمير منازلهم و ممتلكاتهم ولجوء الناجين من المذبحة الى الجانب السوري على نهر الخابور والقسم الاخر احتمو بالمدن والقرى العراقية المجاورة، حيث تعرض شعبنا منذ مطلع القرن العشرين الى سلسلة من المذابح والابادات الجماعية والتهجير القسري والظلم والماسي على ايدي الانظمة والامبراطوريات الحاكمة في المنطقة، واهمها مجازر سيفو وهكاري وطورعابدين واورميا مروراً بسميل وصوريا وعمليات الانفال السيئة الصيت وثم مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد وتهجير ابناء شعبنا في مدينة الموصل و سهل نينوى بعد احتلالها من قبل منظمة داعش الارهابية واخرها محرقة قاعة الافراح في بغديدا التي راح ضحيتها اكثر (150) شخص من اهالي بغديدا الابرياء، والتي لحد الان لم يتم الكشف عن الملابسات الحقيقية وراء الحادث الماساوي، كل هذه المجازر التي حصلت على شعبنا كانت بسبب مطالبته بحقوقه القومية العادلة ورفضه الظلم والرضوخ لتلك الانظمة.

اليوم، وشعبنا في الوطن ودول المهجر يستذكر ويحيي الذكرى الواحدة والتسعون ليوم الشهيد الاشوري، والذي يتزامن مع الذكرى العاشرة لغزو منظمة داعش الارهابية مناطق شعبنا في مدينة الموصل وسهل نينوى واحتلالها مما ادى الى تهجير قرابة 200 الف من اهالي شعبنا من تلك المناطق، لذا ندعو الحكومة العراقية بتحمل مسؤولياته الوطنية بحماية شعبنا في مناطقه التأريخية، وذلك بفرض سلطة القانون وتسليم الملف الاداري والامني في سهل نينوى لاهلها لعدم تكرار ما حل بهم في الفترات السابقة، وعدم فسح المجال للقوات الغير النظامية من فرض سياسات الامر الواقع وفرض ارادات وضغوطات على ابناء شعبنا، حيث لا يزال العديد من اهالي شعبنا المهجرين لم يعودوا الى مناطقهم بسبب الوضع الامني الغير المستقر نتيجة هذه السياسات الخاطئة السائدة في سهل نينوى.

بهذه المناسبة القومية الأليمة، لابد لنا ان نقف على العديد من الملفات والقضايا التي تخص شعبنا وعموم الشعب العراقي، فبعد مرور واحد وعشرون عاماً على سقوط النظام الدكتاتوري البائد، إلا ان الشعب العراقي يعاني من العديد من الازمات من حيث عدم توفير ابسط خدمات المعيشة الاساسية للمواطنين، وانتشار البطالة بين الشباب الخريجيين والذي يولد تداعيات سلبية داخل المجتمع، نتيجة عدم وجود خطة للتنمية الوطنية لمعالجة الازمات الاقتصادية والخدمية والتنموية في البلاد، وكما الفساد الاداري المستشري في المؤسسات الرسمية للدولة. اما ما يخص الجانب القومي، فأن شعبنا يمر بأصعب مراحله التأريخية في ظل التحديات والمتغيرات والاحداث الساخنة والازمات التي تجتاح العالم والمنطقة والعراق، لذا ينبغي على شعبنا وخصوصاً تنظيماته السياسية القومية الفاعلة على الساحة تكثيف جهودها بتوحيد صفوفها ومواقفها القومية والوطنية، والانطلاق معاً لتحقيق اهداف وتطلعات شعبنا في المركز والاقليم والتوجه معاً لشركائنا في الوطن بالمطالبة بحقوقنا القومية المشروعة المضمونة دستورياً، كما ونناشد الجميع باحترام وتقدير تضحيات ونضال شعبنا ودوره البطولي في حماية الوطن وبناء مؤسساته في مختلف المجالات، وانصاف شعبنا بضمان حقوقه ومستقبل بقائه فيالوطن.

انطلاقاً من هذه المعطيات، ندعو حكومة اقليم كردستان العراق بتنفيذ قراره بانجاز مشروع نصب شهداء مذبحة سميل في موقع الحادث تخليداً لذكرى تضحياتهم الخالدة، كما ونطالب بتطبيق القوانين والقرارات الصادرة من برلمان وحكومة اقليم كردستان العراق الخاصة بحماية وصيانة حقوق المكونات القومية والدينية، من اجل ضمان حقوقهم قانونيا ودستورياً، وحل ملف التجاوزات الحاصلة على قرى واراضي شعبنا والمستمرة بالرغم من كل هذه القوانين والقرارات.

اما الغبن والاقصاء الذي حصل على حقوق شعبنا من خلال قرار المكحمة الاتحادية العليا بتقليص مقاعد الكوتا للمكونات القومية الى خمسة مقاعد، وذلك بصياغة قانون انتخابي غير عادل يقسم المقاعد الى دوائر متعددة لا يتناسب مع التوزيع الجغرافي لشعبنا في الاقليم . وحرمان شعبنا باختيار ممثليه بارادته الحرة كما طالبنا بذلك مراراً كان تجاوزاً واعدياً اخر على شعبنا ومستقبله.

وعلينا ايضاً ان نتوقف على ما يحصل لقرى وبلدات شعبنا في المناطق الحدودية بمحافظة دهوك وخصوصاً في منطقة برواري بالا، التي تتعرض الى القصف المستمر من قبل الجيش التركي نتيجة صراعه مع حزب العمال الكردستاني التركي، والذي ادى الى تهجير الاهالي وخاصة ابناء شعبنا من بعض القرى وترك ممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية.

ختاماً نعاهد شعبنا بالسير على نهج الشهداء، ومواصلة مسيرتهم النضالية حتى تحقيق كافة حقوق شعبنا المشروعة والعادلة.

المجد والخلود لشهداء شعبنا وحزبنا خلال مسيرته النضالية الطويلة والشاقة، وشهداء الحرية في كل مكان.

 

حزب بيت نهرين الديمقراطي

المكتب السياسي

7 اب 2024- 6774