بيت نهرين- اعلام المديرية
أنطلقت، الخميس 5 أيلول 2024، وعلى قاعة قصر الشهيد سعد عبدالله للمؤتمرات بأربيل، أعمال السيبموزيوم السرياني الأول في الوطن، والذي تنظمه المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية بإقليم كوردستان ومركز يونان هوزايا للبحوث والدراسات المستقبلية في عنكاوا بأربيل، تحت شعار"السريانية ثقافة حية، تعزز مقومات صمودنا".
وحضر مراسم الأفتتاح، وفد حكومي رفيع ضم رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني، وزير الأوقاف والشؤون الدينية بشتيوان صادق، وزير النقل والمواصلات آنو جوهر عبدوكا، وزير الإقليم لشؤون المكونات آيدن معروف، محافظ أربيل أوميد خوشناو، وكيل وزير الثقافة والشباب أريان صلاح الدين وشخصيات رسمية ودينية في مقدمتهم بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم قداسة مار آوا الثالث، النائب البطريركي للدراسات السريانية في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية مار سويريوس روجيه أخرس، رئيس أساقفة أربيل للكنيسة الكلدانية مار بشار ورده، رئيس أساقفة الموصل وتوابعها للكلدان مار نجيب ميخائيل، راعي أبرشية حدياب للسريان الكاثوليك في أربيل المطران مار نثنائيل نزار عجم، راعي أبرشية الموصل وكركوك وإقليم كوردستان للسريان الأرثوذكس مار نيقوديموس داؤد متي شرف، إضافة إلى عدد من الوفود الرسمية وجمع من الأكاديميين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي السرياني في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة.
وأستهل حفل الأفتتاح فعالياته، بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء شعبنا والعالم أجمع، بعدها أدت فرقة برمايا السريانية القادمة من مدينة القامشلي بسوريا أوبريتاً فلكلورياً راقصاً.
تلى الأوبريت، كلمة المدير العام للثقافة والفنون السريانية كلدو رمزي أوغنا، التي أكد فيها، أن "هذا الحدث الأكاديمي الأول من نوعه على مستوى العراق وإقليم كوردستان، يأتي بنكهة مميزة كونه يُقام على أرض الآباء والأجداد بطعم الوطن الذي يحتضن اليوم أبنائه"، مشيراً إلى أنه "يهدف إلى جمع الباحثين في ثقافتنا السريانية، ويتميز بالحضور النوعي والكمي ويوفر فرصة لتبادل الأفكار والتجارب والأبتكارات".
وأوضح أوغنا، أن "مديريتنا ومن خلال ما قدمته للنهوض بالواقع الثقافي السرياني رغم الأوضاع المالية العصيبة التي يمر بها الإقليم، إنما جاء إيماناً منها بقضية هذا الشعب وصموده، وهذا ما ورثناه من آباءنا وأجدادنا الذين قدموا الغالي والنفيس في سبيل ديمومة ونشر ثقافتنا"، مشيداً في ذات الوقت بدور رئيس وزراء الإقليم السيد مسرور بارزاني في رعاية هذا المؤتمر ودعم المكونات القومية في إقليم كوردستان.
وأختتم أوغنا كلمته، بالتأكيد على أن يكون السيمبوزيوم محفلاً علمياً، يضيء جوانب كثيرة من الدراسات السريانية، والعمل على تطوير آليات دراسة اللغة السريانية، فضلاً عن أستراتيجيات صمودها وبقائها في المستقبل على أرضها التاريخية.
بعدها ألقى رئيس حكومة إقليم كوردستان السيد مسرور بارزاني كلمته، التي أكد فيها أن "كوردستان كانت على الدوام موطناً لمختلف القوميات والأديان، ونحن ملتزمون بحماية هذا التعايش وتعزيزه، الذي نعتز به"، متعهداً "بمواصلة الأهتمام باللغة والثقافة السريانية وجميع المكونات المختلفة في كوردستان، كما هو الحال دائماً".
بعد ذلك، ألقى بطريرك كنيسة المشرق الآشورية في العراق والعالم قداسة مار آوا الثالث كلمة بمناسبة الأفتتاح، والتي أشاد من خلالها بدور المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في تنشيط الواقع الثقافي السرياني في الوطن، أعقبها قراءة رسالة بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية مار لويس ساكو، ثم رسالة بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان. وكلمة البروفيسور في جامعة أكسفورد سيباستيان بروك.
وبعد كلمة بروك، تم تقديم هدية إلى رئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني من قبل البطريرك مار أوا ومطارنة كنائسنا الأجلاء، أعقبها إلقاء كلمتا عضوا الهيئة الإدارية في مركز يونان هوزايا للبحوث والدراسات المستقبلية الأديبان عادل دنو وأديب كوكا، ثم كلمة الأديب والقاص بطرس نباتي، الذي تحدث بإسهاب عن فكرة إقامة السيمبوزيوم، مقدماً في ذات الوقت شكره وإمتنانه للداعمين والباحثين المشاركين ببحوثهم القادمين من داخل العراق وخارجه، مشيداً كذلك بسواعد اللجنة المشرفة لدورها في الإعداد لبرنامج السيبموزيوم.
وتضمنت جلسات اليوم الأول من السيمبوزيوم، حلقتان نقاشيتان، الأولى (أ) على قاعة مسرح نوروز عن الأدب السرياني المبكر، مع كلمة المشرف البروفيسور سيباستيان بروك من جامعة أكسفورد، بالمملكة المتحدة، بعدها كلمة الدكتور يوهانس إدموندز من جامعة مونستر، بألمانيا (من سنحاريب إلى الخمبيشايا: تقييم بقاء ثقافة بلاد ما بين النهرين في العصر الحديدي في الأدب، والفلكلور الآرامي اللاحق - باللغة الإنكليزية).
ثمّ مع الدكتور أمود وار من جامعة ماردين أرتقلو، بتركيا (مثل آخر إمبراطور روماني في النصوص السريانية الرؤيوية: إعادة النظر في القضايا الأنسابية والخصائص - باللغة الإنكليزية)، تلاه الدكتور بيرت جاكوبس من الجامعة الكاثوليكية في لوفين، ببلجيكا، (إعادة بناء الأعمال اللاهوتية السريانية المفقودة: حالة موشي بن كيفا - باللغة الإنكليزية).
أما الحلقة نقاشية الثانية (ب)، التي أقيمت على قاعة نوروز فلات، فقد تناولت الأدب السرياني في العصور الوسطى، المشرفة الكتورة إطلال سالم حنا بطرس القس حنا من جامعة الحمدانية، بعدها الأستاذ الدكتور خميس غربي حسين من جامعة تكريت، (دور الترجمان السريان في تطور الحضارة العربية والتعايش السلمي بين الأديان - باللغة العربية)، وأخيراً مع الأستاذ الدكتور بهاء عامر عبود من جامعة بغداد، والباحث نرساي جبرائيل حنا ماموكا من جامعة الموصل (دراسة قواعد اللغة السريانية في مخطوطة إيليا الطيرهاني).
جدير بالذكر، أن السيمبوزيوم السرياني الأول الذي يُقام، للفترة 5-8 أيلول الحالي، سيعقد جلساته اللاحقة في قاعة مؤتمرات الجامعة الكاثوليكية / أربيل وقاعة مؤتمرات البطريرك مار يوسف السادس أودو بدير الشهيد جبرائيل دنبو، في عنكاوا بأربيل، حيث تتخلل أعماله زيارات إلى المركز الثقافي لحفظ المخطوطات السريانية، متحف التراث السرياني ومركز التوثيق الرقمي للمخطوطات الشرقية.