بيت نهرين – عن آسيا مينا
شهدت الأراضي المقدسة منذ السبت الماضي أسبوعًا كارثيًّا لم ترَ له مثيلًا منذ ما يزيد على نصف قرن، تمثّل في قتال مستعر بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس».
وقد أسفرت الاشتباكات حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى من الطرفين. وتوقّع كثيرون من المحلّلين ألّا تنتهي هذه الأحداث الدامية في القريب العاجل.
واقع مسيحيّي الأراضي المقدّسة
في قطاع غزة ثلاث كنائس تخدم المسيحيين، منها رعية العائلة المقدسة للاتين. وأكد كاهن الرعية الأب جبرائيل رومانيلي، الذي لم يستطع الوصول إلى القطاع بعد بسبب الحرب، الأربعاء الماضي في اتصال هاتفي مع موقع البطريركية اللاتينية في القدس وجود نحو 1017 مسيحيًّا في غزّة، يخدم اللاتين منهم كاهن وحيد هو يوسف أسعد.
ويستقبل أسعد اليوم أكثر من 180 نازحًا في الكنيسة والدير والمدرسة الملحقة بهما وهم بخاصّةٍ من سكان منطقة الرمال، منهم أربع عائلات مسيحية دُمِّرَت بيوتها بالكامل. وتقيم الكنيسة يوميًّا صلاة المسبحة الوردية وقدّاسين في الصباح والمساء على نية السلام.
أما النيابة البطريركية للروم الأرثوذكس في غزة فقد أكدت بقاء المطران ألكسيوس والكاهن سيلاس في القطاع، وهما يستقبلان نازحين في ملجأ الكنيسة.
نداء من أجل السلام
كما أطلق بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس مع بدء الحرب نداءً من أجل السلام والعدالة، تبعه بيان آخر صدر في 13 أكتوبر/تشرين الأول دعوا فيه جميع الأطراف إلى التهدئة من أجل إنقاذ حياة الأبرياء مع الالتزام بأسس العدالة. كما طالبوا إسرائيل بالسماح بإدخال الإمدادات الإنسانية إلى غزة بدعم من المجتمع الدولي. وأشار البيان إلى أنّ طلب إخلاء الناس في شمالي غزة بمن في ذلك الرعايا المسيحيون سيعمّق الكارثة التي أنتجت حتى الآن نصف مليون نازح.
وختم البيان بدعوة المسيحيين ومحبي الخير في جميع أنحاء العالم إلى الصوم والصلاة يوم الثلاثاء المقبل 17 أكتوبر/تشرين الأول تضامنًا مع الذين يعانون جراء الصراع.
موقف الفاتيكان
في مقابلة له مع صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانيّة، أشار أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين إلى أنّ الهجوم على إسرائيل لم يكن إنسانيًّا، وإلى أنّ دفاع هذه الأخيرة عن نفسها يجب ألا يكون عبر مهاجمة المدنيين. وأوضح بارولين أنّ الكرسي الرسولي مستعد للوساطة بين الجانبين، مشددًا في الوقت نفسه على أنّ الوصول إلى السلام العادل يكون من خلال حلّ الدولتين وهذا ما سيسمح للفلسطينيين والإسرائيليين بالعيش جنبًا إلى جنب بأمان.