مزارات للمسلمين والمسيحيين تعرف على بلدة شقلاوة العراقية

أيلول/سبتمبر 24, 2022

بيت نهرين – عن الجزيرة نت

تعد بلدة شقلاوة التي تبعد نحو 51 كيلومترا شمال شرق مدينة أربيل في إقليم كردستان إحدى أبرز الوجهات السياحية على مستوى العراق، بفضل المعالم السياحية المختلفة والمناظر الخلابة.

14 اسما

ترتفع بلدة شقلاوة 1066 مترا عن سطح البحر، وتقع على جبل سفين المكسو بالغابات الكثيفة من أشجار البلوط والعفص والزعرور وغيرها، وتحدها من جهة الشرق والشمال سلسلة جبال سوروك ذات التربة المعدنية الحمراء.

يبلغ تعداد سكان البلدة نحو 30 ألف نسمة، ويشكل المسلمون النسبة الأكبر، في حين يشكل المسيحيون 15%، وفقا لمدير السياحة في شقلاوة هزار مصطفى رشيد.

ورغم تعدد المصادر التاريخية التي تناولت تاريخ البلدة، فإن الباحث التاريخي عماد أحمد يقر بعدم وجود أي مصدر يؤكد الاسم الحقيقي لها عبر التاريخ قبل اعتماد اسم شقلاوة، ويشير إلى وجود نحو 14 اسما تم تداولها في الكتب والمصادر التاريخية، أبرزها "شقلاباد"، و"شقلابند"، و"شه قشه قل"، و"شاقولي ئاوا"، و"شقاباد" وغيرها.

وما يزيد من تميز هذه البلدة هو التعايش والانسجام بين سكانها المسلمين والمسيحيين، واحتوائها عددا من المزارات الدينية ودور العبادة ومقبرة تعود إلى زمن الصحابة.

ومن بين تلك المعالم "مزار الربن بويا" عند المسيحيين، ويطلق المسلمون على المزار ذاته اسم "الشيخ وسو رحمان"، ويتكون من عدة غرف محفورة في الصخر، وتوجد أسفل المزار بئر محفورة في الصخر عمقها 7 أمتار وعرضها في الأعلى 3.5 أمتار، وفقا للباحث أحمد.

وأوضح الباحث أن الجامع الكبير في البلدة الذي يعود تاريخ إنشائه إلى سنة 18 هجرية (639 ميلادية)، يعد من أبرز المعالم الأثرية في البلدة وتم بناؤه في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، إلى جانب كنيسة مريم العذراء التي تعود إلى القرن السابع الميلادي، والتي بناها رجل الدين المسيحي قشه بيبون.

كما تضم البلدة مجموعة من المقابر، أكبرها مقبرة "تلة زيتون" نسبة إلى السيدة زيتون خان بنت تيمور باشا، وهي من عائلة بكزاده المشهورة في المنطقة، وكانت تبرعت بقطعة أرض مساحتها 15 دونما لدفن موتى البلدة، وتقع المقبرة على جبل سفين وتعود إلى القرن الـ17 الهجري.

ومن معالم البلدة أيضا مقبرة الصحابة الموجودة على سفح جبل سفين، ويقول الباحث أحمد -في حديثه للجزيرة نت- إن الكتب التاريخية تؤكد أن هذه المقبرة تعود إلى عصر الفتوحات الإسلامية، ومدفون فيها عدد من الصحابة لكن من دون ذكر اسم أي أحد منهم.

مناطق خلابة

وتضم البلدة مناطق ذات طبيعة خلابة، من أبرزها شلال "كلي علي بك" الذي يرتفع 800 متر عن مستوى البحر ويمتد بطول 12 كيلومترا. وشلال بيخال الذي تنحدر منه المياه وتتدفق من منحدر صخري عالي جدا، تبدو أشبه ما تكون بلوحة فنية، وكذلك منتجع جبل كورك المصنف 5 نجوم، ومصيف شقلاوة الذي يقع عند سفح جبل سفين من الجهة الشمالية ويرتفع عن مستوى سطح البحر 966 مترا.