حدود لبنان الجنوبيّة بركانٌ يتحرّك… والقرى المسيحيّة لا تنام

تشرين1/أكتوير 27, 2023

بيت نهرين -عن سيرياك بريس

ليس مشهدُ التوتّرِ جديدًا على قرى حدودِ لبنان الجنوبيّةِ وتحديدًا المسيحيّةِ منها، وبالتوازي مع المشهدِ المشتعلِ في قطاعِ “غزة” وغلافه، تشهدُ أطرافُ البلداتِ المسيحيةِ اشتباكاتٍ متقطّعة، وردًّا من الجانبِ الإسرائيلي على إطلاقِ صواريخٍ من الأراضي اللبنانيّة.

ومنذُ أكثرَ من أسبوعين، بدأت ملامحُ المعاناةِ تظهرُ على أهالي بلداتِ “رميش” و”عين إبل” و”دبل” و”القوزح”، والتي تُعرَف بالمربّع المسيحيّ في قضاءِ “بنت جبيل” جنوبَ لبنان.

وفي هذا الصدد، أكّدَّ رئيسُ بلديّةِ “رميش” الحدوديّة المسيحيّة “ميلاد العلم”، أنّ ما يزيدُ على ستينَ في المئةِ من سكّانِ البلدةِ قد غادروا خوفًا من القصفِ الذي تتعرّضُ له الأطراف.

وعن مشهدِ الحياةِ اليوميّةِ ومقوّماتِ الصمودِ في البلدة، قالَ “العلم” أنه ومع دخولِ الأسبوعِ الثالثِ من تعرّضِ أطرافِ البلدة للقصف، أصبحَ أهالي المنطقةِ يعانوا نقصًا حادًّا في الموادِ الغذائيّةِ، مضيفاً بأنَّ وضعهم كارثيّ، ولم يسأل عنهم أحدٌ لا من المسؤولين السياسيّين ولا من نوّابِ المنطقة.

كما أكّد “ميلاد العلم” أنّ المشهدَ ذاتهُ يخيّمُ على بلدةِ “القليعة” المسيحية في قضاء “مرجعيون”، والتي تكادُ تفرغُ من سكّانها، خوفًا من أيّ حربٍ محتملة.

هذه الحادثةُ استدعت تعليقًا من الكاهنِ المساعدِ في رعيّةِ “القليعة” “ربيع شويري”، والذي استنكرَ بدورهِ إدخالَ بعضُ القرى في الحربِ بالقوّة، واستعمالَ المدنيين العُزّلِ دروعاً بشريّةً لإطلاقِ الصواريخ. 

وناشدَ “شويري”، المعنيينَ من الأجهزةِ الأمنيةِ والعسكرية، الحفاظَ على ما تبقّى من أمنِ واستقرارِ بلدةِ “القليعة”، مطالباً بعدمِ جرِّ المنطقةِ برمّتها إلى حرب.